الوقود في ليبيا بين مد وجزر والأزمات والمشاكل لا تنتهي…
أزمات تتوالى ومشاكل تزداد يوماً بعد يوم ولا تضرب الا العمود الذي تقف عليه الدولة الليبية اقتصادياً ألا وهو النفط ، والذي يعتبر الثروة الاساسية والجناح لاقتصاد الدولة الوطني في ظل انتهاج الدولة لنهج الاقتصاد الريعي فأصبحت لا تعتمد في نفقاتها الا عليه .
ويعتبر الوقود من أبرز مشتقات هذه الثروة ، والدائرة التي يدور حولها اهتمام المواطنين في ليبيا وتدور حولها الازمات أيضا لما لها من اهمية اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا، وللاسف عايشت هذه الثروة خلال المدة الماضية العديد من الازمات بين الشرق والجنوب والغرب…
الجنوب ومشاكل لا تنتهي :
ففي حين تسعى شركة البريقة لتسويق النفط لايصال الوقود الى جميع المناطق الليبية تظهر عوائق أخرى ومشاكل قد ينتج عنها ايقاف عملية تزويد الجنوب الليبي بالنفط .
حيث وبعد أن وُضعت خطة لايصال الوقود الى مستودع سبها وبدأ التنفيذ الفعلي لها عن طريق دفعتين وصلت الدفعة الاولى في 18 من الشهر الجاري منطلقة من مستودع مصراتة النفطي والثانية في 26 من نفس الشهر أختطف سائقو شاحنات الدفعة الثانية بعد تفريغههم لشاحناتهم وعودتهم الى الشمال وتحديداً في بلدية براك الشاطئ .
وقد ناشدت الشركة الاهالي وذكرت أن تبعات الاختطاف قد تصل الى حد ايقاف التمديدات الى الجنوب الليبي مما يخلق أزمة أخرى ، تضاف الى قائمة الأزمات الخاصة بهذا القطاع في ليبيا ، فلم تمضي أيام على الازدحام الذي شهدته محطات الوقود في طرابلس والذي نتج عن انقطاع التيار الكهربائي وعدم وجود مولدات خاصة بالمحطات .
ولا يعاني الجنوب الليبي من هذه المشكلة فقط بل ظهرت العديد من المشاكل الاخرى وتزايدت خاصة خلال الاونة الاخيرة،. حيث حرم الجنوب من الوقود لاشهر متواصلة، وكان محطة للتهريب بمختلف انواعه.
التهريب وأخطاره..
من أكبر الازمات التي تعاني منها ليبيا خاصة الجنوب الليبي هي أزمة التهريب للمنتجات بصفة عامة وللوقود بصفة خاصة وقد حاولت شركة البريقة لتسويق النفط في المدة الماضية وقف المحطات التي كانت تأخذ إمدادات وقود وعليها شبهات تهريب، وقد قامت هذه المحطات برفع قضايا ضد الشركة أمام المحاكم ولكن الشركة تحاول الاستمرار في الرقابة على الإمدادات منذ خروجها من المستودعات وحتى وصولها، رغم الانفلات الأمني والذي كان أكثر قوة منها .
وقد ظهرت بعد الاحداث التي مرت بها مدينة تازربو العديد من الشبهات حول التهريب وخاصة الوقود منطلقة من حقل الشرارة والذي حذر العديد من الخبراء الاقتصاديين حول مخاطر تغذيته لتشكيلات مسلحة وارهابية ان استمر هذا الانفلات فيه..
الغرب الليبي :
عانت مدينة طرابلس خلال المدة الماضية وخلال فترات متقطعة من ازدحام شديد في محطات الوقود وذلك لاسباب عدة ذكرتها شركة البريقة لتسويق النفط خلال تصريحاتها حيث ذكرت الشركة ان سبب الازدحام في شركات البريقة هو انقطاع التيار الكهربائي وكذلك عدم وجود مولدات لدى المحطات.
حيث يتواجد الوقود وبكثرة حسب تصريحات من أحمد المسلاتي مدير الاعلام بشركة البريقة لتسويق النفط ولكن المشاكل الاخرى هي من آثرت سلبا على عملية توزيع الوقود وامداد المناطق المختلفة به، كالمشاكل الامنية بالجنوب والتي انبثقت منها مشكلة التهريب والمشاكل المادية بطرابلس ومشاكل الانقسام شرق ليبيا.
الشرق الليبي:
وبالرغم من مشاكل الانقسام شرقا استطاعت شركة البريقة ايصال الوقود لمناطق الشرق الليبي عن طريق الناقلات البحرية والتي تتوافد بشكل طبيعي، واستطاعت كذلك امداد المناطق الغربية بما تحتاجه من وقود ولكن يبقى الجنوب هو موضع التساؤل والغموض..
هل ستستمر الامدادات الى الجنوب الليبي أم انها ستتوقف معلنة استسلامها للظروف الامنية القاهرة..؟